الحلقة الثالثة من الرواية..غدا ييطل الربيع

الحلقة الثالثة:
كان الدكتور نعيم يغمر نوال بالعاطفة الابوية وبتحدث اليها كانه يتحدث الى ابنه وسألها بعض الأسئلة الخاصة: من هو ابوك وماذا يعمل؟ اخبرته نوال ان والدها قد مات منذ زمن وانه ليس لها سوى امها.. ؟ فأظهر امله بان تسمح له الايام بالتعرف اليها يوماً. وعند انتهاء الحفلة صافح الدكتولا نعيم نوال قائلاً : الى اللقاء يا ابنتي انا سعيد بالتعرف اليك. وارجو ان تزورينا في دارنا. فهمست شكرا شكرا يا سيدي. ومد سامي يده يصافح نوال بحرارة هامساً : انا مضطر الى مرافقة والدي الى الدار ،الى اللقاء غدا يا حبيبتي .. فقالت:اللى القاء يا سامي. وفي الطريق التفت الدكتور نعيم الى ولده ليقول: لقد اعجبتني زميلتك نوال يا سامي. انها ذكية ومهذبة وجميلة. ففرح سامي وارتااح كثيرا ووالده يثني على نوال. وشاركه في الثناء فوصف اجتهادها وتربعها في المرتبة الاولى بين زملائها الطلاب. فقال والده مازحاً : اذا هي مثلك في كل شي ، في الذكاء والادب والاخلاق والاجتهاد. وكذلك في دراسة الطب فانتما متشابهان في كل شيء.كلاكما الاول على دفعته..
فخجل سامي ابراهيم ووالده يشير بطريقة غير مباشرة الى علاقته بنوال. وساد الصمت بينهما برهة من الزمن في السيارة. ثم عاد الدكتور نعيم الى الكلام ليقول: كل ما اتمناه يا حبيبي هو ان اراك سعيدا .. ان افرح بك واراك تمسك يد عروسك الى بيتنا.. اني انتظر موعد فوزك ببراءة الطب لنفرح بك فرحتين..فرحة فوزك وفرحة عرسك يا حبيبي. فرح سامي فكلام والده كله صحيح واراد ان يعبر عما في قلبه لوالده ولكنه عجز.. فعاد الصمت يخيم عليهم من جديد.. ثم عاد الدكتور نعيم للكلام فسأل ابنه عن والد نوال إذا ما كان يعلم عنه شيئا؟ فادرك سامي ان والده يريدد ان تكون نوال كنته .. فهو يتحدث عن الزواج ثم يعود للحديث عن نوال.. ولمعت الفرحة بعينيه.
قال سامي :لا يا والدي انا لا اعرف شيئا ً عنه. فهو توفي منذ كان عمر نوال سنتين ..
قال الطبيب اللامع : ووالدتها ؟هل تعرفها ؟ واجاب سامي : لا يا والدي ان لم اتعرف الى والدتها.. لان والدتها لا تزورها الا نادراً. اعججب الدكتور نعيم وقال لماذا؟ وهمس سامي : لست ادري..
ثم استدرك سامي فقال : ربما هي لا تعيش في بيروت واكني اعلم ان نوال فتاة مهذبة ذكية وغنية ايضا فامها دائما تمدها بالمال والهدايا الثمينة. فقال والده المال ليس كل شيء.هناك اشياء اخرى فقي الحياة اثمن بكثير..هناك الشرف والسمعة والاخلاق. فدهش سامي من كلام والده فقال: لماذا تقول هذا يا ابي ؟ايلوح لك ان نوال فتاة تحتاج الى هذه الاشياء المقدسة؟ وابتسم الوالد ليقول:لا يا ابني انا ما قصدت هذا . انني متاكد ان نوال مهذبة كريمة المحتد . ولكن لنكن صريحين .اذا اردنا ان نربط اسم اسرة نوال باسم اسرتنا علينا ان نتحقق من ان الاسرتين من نفس الوزن ونفس المعيار. واقتربت السيارة من الدار فقال الوالد : اتمنى ان تتحقق امنيتي وتصبح نوال الراجي سيدة دارنا يا سامي.
ووقفت السيارة امام الدار فنزلا منها ودخلا الى تلك الدار الفخمة الانيقة. ونصرف سامي الى غرفته وجلس يفكر في كلام والده. وتوصل ان والده يرغب في ان تكون نوال زوجة لابنه. ليس ثمة اي عقبة تعترض طريق سعادته وسعادة حبيبته نوال..
ولكن وا قاله والد سامي عن الاشياء التي اثمن من المال يخيقه.. صحيح لماذا لا تأتي والدة نوال لزيارتها كما يحضر جميع الاهل لزيارة ابنائهم؟ وفجأة تذكر. تذكر تلك الدموع التي كانت تنحدر من عيني نوال وهي واقفة في زواية المدرج في الجامعة تنظر الى المدخل بذل وانكسار، وكانها تننتظر حضور انسان عزيز على قلبها. نوال اذن كانت تنتظر حضور والدتها.