الحلقة الثانية من الرواية غدا يطل الربيع ...

الحلقة الثانية :
كان سامي ابراهيم يعطف على زميلته نوال الراجي عطفا شديداً، وقد ادرك ان هذه الفتاة الحسناء استطاعت ان تقتحم اسوار قلبه، وتنزل فيه على الرحب والسعة.
وانست نوال بزميلها سامي واطمأنت اليه . واخذت تستعين به على فهم العلوم والدراسات الصعبة.وكان سامي يساعدها على فهم ما يصعب فهمه. وكانا يجتمعان كل يوم .حينا في الملعبزواحيانا في المطعم .وتارة في غرفة التسلية . وطورا في النادي الفسيح الارجاء.وتاصلت المودة في القلبين.ولم تلبث تلك المودة ان انقلبت الى حب. والحب انقلب الى غرام هائل،عاصف،رهيب .. وكان سامي ابراهيم يشخص الى دار والده مساء كل يوم بعد انتهاء الدروس، وبعد ان يودع حبيبته نوال على امل اللقاء في الصباح. اما نوال فكانت تنام في الجامعة . ووالد سامي طبيب معروف في بيروت . انه الطبيب نعيم ابراهيم . كان ذلك الوالد يريد ان يجعل من ابنه سامي طبيبا بارعا يخلفه في عيادته ويعالج مرضاه،ويرث بعده اسمه وشهرته. وكان سامي عند حسن الظن. فدرس الطب بكل نشاط وكن دائما في طليعة الرفاق ويحتل المكانة الاولى في الجامعة.
وكان والده يساعده في حل معضلات الطب بل ويشاركه ايضا في فحص المرضى ووصف الادوية لهم.. وكان يختبره بعدة اسئلة كل ما جاء مريض الى عيادته.. ويشررح لابنه الحبيب اسباب المرض وطرق علاجه.. وسار سامي ابراهيم خطوات سريعة في الطريق نحو براءة الطب واستطاع ان يكسب رضا اساتذته وتقديرهم. واستطاع ان يساعد حبيبته على التفوق في دروسها ايضاً . وفي ذلك اليوم يوم عيد الجامعة الامريكية وقفت نوال الراجي بعيداً ، ترقب حضور امها وترمق مدخل الجامعة بعين تغمرها الدموع، وهي تأمل ان تاتي امها لتسعد بحضورها.. ولكن الام خيبت الامل..
وبدأت الدموع تتهب للإنحدار على وجنتي الطالبة نوال وهي تشعر بنفسها وحدها بينما كل طالب يرحب باهله واحبائه. وشاهدت حبيبها سامي ابراهيم يقف بعيدا قرب والده الدكتور نعيم ابراهيم . والفرحة تطل من العيون الاربع فازدادت الغصة اندلاعا في صدرها. اين هي امها ؟ ولماذا لم تحضر؟ ودمعت عينها فتناولت منديلها ومسحت الدمع.. وحانت التفاتة من سامي اليها وشاهدها تمسح دمعها بمنديلها الناصع البياض فذعر. لماذا تبكي حبيبتي نوال؟ واستأذن من والده. ووثب اليها يمسك بيدها ويهمس في اذنها : نوال ! ما بك يا حبيبتي؟ وابتسمت نوال من خلال دموعها وهمست : ابداً لا شيء يا حبيبي.. انها دموع الفرح انني سعيدة بالعيد..سعيدة بوجودك قربي يا سامي.. فشدت يده يدها وهمس: لا تكذبي على سامي يا نوال .. قولي لي ما بك يا حبيبتي ولماذا تيكين ؟؟واقتربت منه وهمست :لا شيء لا شيء.. قال: تعالي اعرفك بوالدي تعالي معي يا حبيبتي . وسار بها الى والده. وااقتربا منه فتمتم سامي : والدي انني اقدم لك زميلتي نوال الراجي .ابتسم لها الدكتور نعيم ومد يده يصافحها قال:تهاني الحارة بالعيد يا ابنتي. كيف حالك؟ في اي فرع من فروع الجامعة انت ؟؟ ابتسممت نوال وقالت: شكرا يا سيدي الدكتور على التهنئة بالعيد .انني احمد الله فانا بخير وانا الىن في المرحلة الاولى من دراسة الطب . اعجب بها الدكتور نعيم ابراهيم فقد اجابت على اسئلته بالتسلسل. واقتاد سامي والده وزميلته نوال الى قاعة الاستقبال حيث عمدة الجامعة واساتذتها يتقبلون التهاني.. وازدحم الثلاثة مع المزدحمين في القاعة وراحو يتحدثون بشتى المواضيع..وكل ما تحدثوا زاد اعجاب الدكتتور نعيم بالطالبة نوال.. كانت نوال مثال الطالبة المهذبة وكانت تساير الدكتور بكل وقار واحترام واتزان .. وادرك الدكتور انها فتاة ذكية كما ادرك ان ثمة علاقة بين ابنه و نوال غير علاقة الزمالة..
هناك مئات الطالبات في الجامعة فلماذا لا يهتم سامي سوى بهذه الطالبة؟؟ وارتاح الدكتور نعيم لهذه العلاقة بين ابنه ونوال..فالفتاة جمية مهذبة ومثقفة..ومن المؤكد انها تنتمي الى اسرة محترمة غنية حيث ان باستطاعتها الدراسة في الجامعة الامريكية .

يا رب تعجبكم وبانتظار الردود وينكم مش شايفة تفاعل مع الرواية...